لا أحد يختلف أن للحكام في جميع أنحاء العالم وفي جميع الدوريات أخطائهم الفادحة وغير الفادحة. أخطاء في أوقات تكون مؤثرة وفي أوقات أخرى لا يكون لهاأي قيمة وهذا هو شأن كرة القدم بل نزيد علي ذلك أن هذه الأخطاء في بعض الأحيان تكون هي متعة كرة القدم والشيء الذي يجعلنا نتعلق بهذه اللعبة اكثر واكثر.
ولكن لا يمكن أن تكون أخطاء الحكام هي القاعدة وان تكون القرارات الصحيحة هي الشاذة. فمنذ تحول لعبة كرة القدم إلى مهنة احترافية، وجب علي كل العاملين فيها أن يصبحوا محترفين ويتقنوا عملهم لأنهم يتقاضون عنه راتبا وتعتبر الكرة للكثير منهم " مصدر رزقهم الوحيد".
وعلي هذا وجدنا أن الحكم الكفء يتم ترقيته من حكم محلي إلى حكم دولي ويشارك في كبري المسابقات العالمية وبالتالي يرتفع اجره بين أقرانه.
أي أن للحكام أيضا نظام ترقية، بمعني أن الحكم المحلي لا يتقاضي مرتبا مثل الحكم الدولي وعلي هذا غير مسموح للحكم الدولي أن يخطا كما هو الحال بالنسبة للحكم المحلي.
ولكن ما بالك إذا كان رئيس لجنة الحكام نفسه لا يعرف قانون المهنة التي يعيش منها وقد تكون هي مصدر رزقه الأول؟
في برنامج "الرياضة اليوم" والذي يذاع يوميا علي إحدى القنوات الفضائية طلع علينا السيد جمال الغندور رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة المصري ليؤكد أن هدف عمرو زكي الذي أحرزه في مباراة فريقه الزمالك ضد الأوليمبي صحيحا 100% بالرغم من أن الحكم المساعد قام بإلغائه نظرا لتسلل المهاجم الدولي
واللعبة كما هو ظاهر في الصورة متكونة من جزئين للتسلل. الجزء الأول هو كون عمرو زكي متسلل من الكرة التي لعبت عرضية من احمد غانم سلطان لكون زكي اقرب للمرمي من مدافع الأوليمبي.
الجزء الثاني وهو الذي يهمنا هنا، هو تمهيد الكرة لزكي بعد تعديها الحارس ثم قيام مهاجم الزمالك بإحراز الهدف ووجود هناك لاعب واحد فقط من الأوليمبي علي خط المرمي.
ولنلقي نظرة بسيطة علي قانون التسلل كما هو وارد في موقع الاتحاد الدولي لنتأكد من اللعبة والقانون يقول :
A player is not in an offside position if
1- he is in his own half of the field of play or
2- he is level with the second last opponent or
3- he is level with the last two opponents
والترجمة هي " يكون اللاعب غير متسللا في حالة :
1- وجوده في نصف الملعب الخاص بفريق أو
2- وجوده علي خط واحد مع ثاني آخر لاعب في الفريق المنافس أو
3- وجوده علي خط واحد مع آخر لاعبين (اثنان) في الفريق المنافس
ولتبسيط الآمر، يكون اللاعب غير متسلل عندما يكون علي خط واحد مع آخر مدافع مع وجود حارس مرمي الفريق المنافس في مرماه.
وبالرجوع لهدف عمرو زكي، نجد انه كان متقدما علي حارس مرمي الأوليمبي وقت إحرازه للهدف ولم يكون هناك سوي لاعب واحد من الأوليمبي وقت تسديد عمرو زكي للكرة. أي ببساطة شديدة الكرة تسلل ولا يوجد مجال للنقاش بها.
ولا نستطيع إنكار أن الكرة بالنسبة للمشاهد العادي تسبب مشكلة ويكثر القول بأنها ليست تسلل لوجود لاعب من الأوليمبي علي خط المرمي ولكن رئيس لجنة الحكام الذي يفترض انه دارس لقانون اللعبة بحكم منصبه يجدر به أن يصحح للعامة مثلنا ويفهمنا قانون اللعبة ومدي صحة الهدف من عدمه وهو الشيء المنتظر منه ولكنه بكل غرابة اقر أن اللعبة هدف صحيح لنادي الزمالك ولم يقل لنا لماذا!
واري أن الأمر وصل إلى مرحلة خطيرة جدا، ودعونا من الأقوال الساذجة بان جمال الغندور تارة زملكاوي وتارة اسمعلاوي وتارة اهلاوي، فهو أمر بعيد تماما عن الصحة والغندور بالفعل يهمه عمله بالمقام الأول.
ولكنه اثبت انه غير كفء للمنصب الذي هو فيه الآن. فهو لا يعرف قانون اللعبة التي يرأس أحد المواقع الهامة فيها ولا أريد أن أقول "يفقه" لان الفقه هو غاية المعرفة وهو شيء بعيد كامل البعد عن الكابتن جمال الغندور الذي بكلامه هذا يتسبب في حدوث مشاكل بين الفرق، وبين الجماهير وبين وسائل الإعلام ذاتها.
كيف إذا نلوم بعد ذلك إدارات الأندية والأجهزة الفنية علي اعتراضها المستمر علي مستوي الحكام إذا كان رئيس الحكام نفسه غير كفء ويتسبب في إشعال فتيل الأزمات بينهم!
كيف إذا أن نلوم الجماهير علي ثورتها وتعصبها عندما تجد فرقها تخسر النقاط والبطولات، ليس بسبب الحكام ، ولكن بسبب أن رئيسهم لا يعرف القانون جيدا حتى انه نسي قانون التسلل!